نحلم جميعًا بوظيفة مميزة في إحدى الشركات المرموقة، ونبذل ما في وسعنا للحفاظ عليها وتطوير مسمانا الوظيفي فيها، ولكن ماذا لو سمعت أن أحدهم ترك وظيفته في شركة مايكروسفت (Microsoft) المشهورة؛ لكي يعمل عن بعد في شركة أخرى؟! نبيل سليمان شاب مجتهد تخرج من كلية الهندسة وعمل في عدة شركات عالمية منها شركة مايكروسوفت (Microsoft) في ألمانيا، ولكن نبيل اختار أن يعمل عن بعد في شركة أوتوماتيك (Automattic) مع أكثر من 500 موظف من 50 دولة حول العالم في هذه الشركة؛ بسبب حبه للبرمجة. أوتوماتيك (Automattic) هي الشركة التي تقف خلف نظام المحتوى الشهير ووردبريس.كوم (WordPress.com) -خدمة تدوين مجانية-، حيث اشتُهِرَ هذا البرنامج بسبب سهولة استخدامه وإمكانية إدارة المحتوى وإنشاء المواقع من خلاله دون أي خلفية برمجية. اليوم يَشغَل الووردبريس (WordPress) ما يعادل الـ 30% من المواقع على الإنترنت؛ ليُعد واحدًا من أفضل منصات إدارة المحتوى في هذا المجال على الإطلاق. الأمر المثير للاهتمام أن نبيل حصل على هذه الوظيفة من خلال استماعه إلى مقابلة مع مؤسس شركة أوتوماتيك (Automattic) السيد مات مولينويج (Matt Mullenweg) في بودكاست ذا تيم فيريس شو(The Tim Ferriss Show). سوف نتعرف اليوم إلى آلية العمل في شركة أوتوماتيك (Automattic)، وكيف يمكننا الاستفادة من تجربة نبيل في العمل عن بعد، والخوض في تفاصيل أخرى، قراءة ممتعة.
شكرا لك، هذا شرف لي.
نبيل سليمان مهندس حاسوب واتصالات، تخرجت من الجامعة الأمريكية في بيروت، ودرستُ الماجستير في هندسة الاتصالات في ميونخ في ألمانيا، ونظرًا لعمل الوالد تنقلت إلى عدة بلدان كالسعودية التي كانت أولى مراحل دراستي الابتدائية فيها، والأردن التي قضيت فيها مرحلتي الإعدادية والثانوية، وأمريكا أيضًا.
صراحةً كانت فرصة ممتازة لتجربة العيش في أوروبا بعد أن تم قبولي لدراسة الماجستير في ميونخ.
لقد كان باللغة الإنجليزية.
بدايةً بعد تخرجي عملت في شركة إلكترونية تصنع الذاكرة الرئيسية لأجهزة الحاسوب، ولكنني كنت شغوفًا دائمًا في البرمجيات مع أن دراستي لم تكن متخصصة في هذا المجال، وبعد سنتين من العمل في مجال الإلكترونيات والاتصالات قررت تغيير مسار عملي إلى البرمجيات، وحصلت على فرصة عمل في شركة مايكروسوفت (Microsoft) في ميونخ وعملت هناك لمدة 3 سنوات، ثم انتقلت إلى سياتل، في الولايات المتحدة الأمريكية.
نعم، كان هناك فريق صغير فقط، أي حوالي 10 إلى 20 شخص يعملون في مجال البرمجة وهندسة الحاسوب بشكل عام في بينج (Bing)، وطوال فترة عملي في مايكروسوفت (Microsoft) عملت في بينج (Bing).
لا لم تكن كذلك بعد، ولكنهم كوّنوا فِرَق عمل صغيرة في ذلك الوقت أطلقوا عليها اسم مراكز البحث التكنولوجي (Search Technology Centers) في كل من: ميونخ، باريس، لندن، وكان الهدف منها جذب مهندسين من جميع مناطق أوروبا.
نعم هذا صحيح، وأعتقد أنني كنت محظوظًا في العمل في بينج (Bing)؛ لأن أسلوب العمل فيها كان مختلفًا عن باقي الشركة.
في الواقع لم يكن لدي أي فكرة عن أسلوب العمل، وكان هذا أول عمل لي في مجال البرمجة، يمكنك القول بأنها كانت مجرد ضربة حظ بالنسبة لي.
في الحقيقة العمل في مجال البحث التكنولوجي كالبحث في جوجل (Google) و ياهو (Yahoo) يُعتبر من أكبر المجالات في الحاسوب؛ لاحتوائها على معلومات هائلة، فمثلًا في آخر فترة كنت أعمل مع فريق من 6 اشخاص وكانت برامجنا تعمل على 6000 خادم، وكانت هذه الخوادم لاستعمال مهندسين آخرين داخل بينج (Bing) فقط!! فحجم الشغل في بينج (Bing) كان ضخمًا مقارنة بما تراه.
تقريبًا في 2009 أو 2010.
أعتقد أنها كانت قبل سنة أو سنتين من ذلك الوقت.
لقد بدأت من داخل مايكروسوفت (Microsoft)، وكان اسمها إم إس إن سيرتش (MSN Search)، ولكنها لم تكن مشهورة وكان فريق العمل مكون من حوالي 50 شخصًا فقط، فقرروا تطوير الشركة؛ لتنافس محرك البحث جوجل (Google) وسموها بينج (Bing)، وعملوا على استقطاب مهندسين جدد بمجالات علم البيانات (Data Science) و الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، والآن تضم بينج (Bing) آلاف المهندسين.
يعتمد ذلك على طبيعة العمل، فالكثير من المهندسين الذين قَدِموا إلى بينج (Bing) كانوا يعملون على المنتجات مفتوحة المصدر (Open-source products)، أو أنهم انتقلوا من جوجل (Google) إلى مايكروسوفت (Microsoft). و تم استخدام الكثير من البرمجيات مثل بايثون (Python) و سي شارب (C#) و سي بلس بلس (C++) وغيرها داخل بينج (Bing)، وكل الخوادم كانت ويندوز (Windows)، أعني على حسب الاستعمال المهم أن تكون الجودة ممتازة، وأن يتم منافسة جوجل (Google).
كنت أعمل بدايةً في قسم (اختبار هندسة البرمجيات)، ثم قاموا بإلغاء هذا القسم وأصبح اسمه (هندسة البرمجيات). لكن عملي كان بشكل عام في تكنولوجيا التعلُّم الآلي والبنية التحتية التي تعتمد على جمع المعلومات لتجربة تحسين خوارزمية البحث التكنولوجي.
نعم بالضبط، فعندما يبحث المستخدم عن شيء يجب أن يُترجم، وأن يتم تقسيمه إلى عدة كلمات؛ ليتم البحث عنها في كل المواقع التي تحتوي على هذه الكلمات، وما هي المواقع التي يجب أن تظهر في أول النتائج. حقيقةً هناك مراحل كثيرة في البحث التكنولوجي.
هذه كانت إحدى أهداف مراكز البحث التكنولوجي عند إنشائها، فكان الهدف تحسين اللغات في بينج (Bing)، وكان التركيز الأكبر على اللغة الإنجليزية؛ لأن معظم المهندسين كانوا في أمريكا.
نعم بالتأكيد.
قررت العيش في أمريكا لأكون أقرب من مركز عمل مايكروسوفت (Microsoft)؛ لِما لذلك من مزايا كثيرة. فانتقلت إلى هناك وعملت مع فريق مهندسين آخر داخل بينج (Bing) للعمل على 3000 خادم؛ لتجربة تحسين خوارزمية البحث التكنولوجية.
معظم البنية التحتية كانت مصنعة خصيصًا لبينج (Bing)؛ لأنه لم يكن هناك مشروع بحجمه في مايكروسوفت (Microsoft)، كما أن آجور (Azure) كانت في بدايتها، ولكن مع الوقت أصبحت هي و بينج (Bing) تكنولوجيًا بنفس المستوى تقريبًا.
تمامًا، فلقد اعتدت على التقنية المستخدمة في مايكروسوفت (Microsoft)، وبالنسبة لي أجد أن آجور (Azure) أسهل في الاستخدام من أمازون (AWS).
نعم، لا أستطيع أن أجزم بذلك ولكني متحيز باتجاه مايكروسوفت (Microsoft)، هذا هو شعوري.
انتقلت إلى بالفيو (Bellevue) وهي قريبة من سياتل، ومن مركز مايكروسوفت (Microsoft) في ريدمند (Redmond) بالقرب من سياتل.
كنت اداوم بشكل اعتيادي، وكانت الشركة تسمح بالعمل من المنزل يوم واحد في الاسبوع، ولكن في الغالب كان الموظفون يداومون في الشركة بشكل تقليدي.
نعم، عدد الموظفين كان تقريبًا 100 ألف شخص ونظام مايكروسوفت (Microsoft) تقليدي بالنسبة للمكاتب والأشياء الأخرى.
قررت أن آخذ استراحة من العمل في مايكروسوفت (Microsoft)، وعَملت على مشاريع شخصية صغيرة. في تلك الفترة سمعت عن شركة أوتوماتيك (Automattic)، وعندما انتهت مدة الاستراحة وعدت للعمل قمت بالتقديم للعمل في شركة أوتوماتيك (Automattic).
في تلك المرحلة كنت أشعر بالاكتفاء والمقدرة لأخذ عطلة طويلة، وكانت لدي رغبة في اكتشاف وتعلم أشياء جديدة، ولقد كانت تجربة مميزة بالفعل.
نعم تمامًا هذا ما فعلته، فلقد سافرت لزيارة صديقي بالسيارة من واشنطن إلى كاليفورنيا، ثم سافرت لرؤية أهلي وقضيت هناك شهرًا كاملًا، ثم عملت على عدة مشاريع صغيرة مع أصدقائي، وعملت أيضًا بالصدفة مع صديق لي على مدونة ووردبريس (WordPress)؛ لمعرفة البطاقات المزيفة أو المسروقة التي يتم استخدامها في عملية الشراء.
بالطبع، ووردبريس (WordPress) هو برنامج تستطيع تحميله من الإنترنت، ويمكنك من خلاله إنشاء مدونة بشكل مجاني، ويعتبر برنامجًا سهلًا ومتعدد الاستخدام: فيمكن استعمال ووردبريس (WordPress) لأشياء كثيرة مثل إنشاء موقع، أو متجر. والآن حوالي 30% من المواقع تستخدم ووردبريس (WordPress) في نظامها.
نعم، صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) تستخدم ووردبريس (WordPress) في أجزاء كثيرة من موقعها، وهناك الكثير من المواقع الأخرى كذلك ولكن لا أستطيع تذكرها الآن.
لا، لقد كانت فقط لاكتشاف عمليات الاحتيال.
نعم كان لدي فكرة عن ووردبريس (WordPress)، وقمت باستخدامه مرة أو مرتين لمواقع شخصية، لكن لم أكن استخدمه كثيرًا. وبفضل المشروع الذي قمنا به أنا وصديقي تعلمت الكثير عن ووردبريس (WordPress) وساعدني ذلك في مقابلة العمل مع أوتوماتيك (Automattic).
لا، فلقد كان البرنامج بسيطًا نسبيًا، وكان يعتمد على إحدى الشركات التي تقدم خدمة كشف حالات الاحتيال، فكان عبارة عن برنامج يربط الموقع الخاص بك بهذه الخدمة.
في الواقع هذا المشروع انتهى حديثًا، فعندما بدأت العمل مع أوتوماتيك (Automattic) كنت ما زلت أعمل عليه.
بعد حوالي 9 أشهر، كنت قد سافرت إلى عدة بلدان وعندما رجعت إلى أمريكا قررت إيجاد عمل مناسب لي.
نعم، فلقد استفدت كثيرًا من التجارب التي خضتها في تلك الفترة وقررت العودة إلى العمل. وفي تلك الفترة اكتشفت أيضًا عالم البودكاست (Podcast)، و أمضيت ساعات كثيرة في الاستماع إلى الكثير من البودكاست (Podcast) المختلفة، ومن ضمن البودكاست (Podcast) التي استمعت إليها مقابلة مع مؤسس ووردبريس (WordPress) مات مولينويج (Matt Mullenweg)، والتي أعطتني فكرة التقديم لشركة أوتوماتيك (Automattic) بعد فترة العطلة.
برنامج ذا تيم فيريس (The Tim Ferriss Show).
هو برنامج يستضيف أشخاصًا ناجحين في مجال عملهم للتحدث عن قصص نجاحهم، وأهم النصائح التي يقدمونها، والعادات التي يتبعونها.
لقد أعجبتني طريقة حديث مات (Matt) وشخصيته الفريدة، وجذبني أيضًا طبيعة عمل شركة أوتوماتيك (Automattic)؛ فهي شركة منظمة بطريقة مختلفة عن باقي الشركات المعروفة ومبنية بشكل كلي للعمل عن بعد.
استمعت إلى المقابلة قبل حوالي 6 أشهر من التقدُّم إلى العمل في شركة أوتوماتيك (Automattic)، ولكن في تلك الفترة تعلمت أكثر عن الووردبريس (WordPress).
بشكل إجمالي فقط تحتاج أن ترسل لهم البريد الإلكتروني للتقدُّم إلى الوظيفة، ولكنني أيضًا عرفت أن مات (Matt) شخصيًا هو الذي يقرأ هذه الرسائل وعلمت أنه من المهم جدًا بالنسبة إلى مات (Matt) أن يكون البريد الإلكتروني الذي أرسلته خالي من الأخطاء.
نعم لقد كان الطلب مرتبًا بطريقة جيدة وكانت السيرة الذاتية ملف بي دي أف (PDF)، وقمت بالتركيز على المشروع الذي عملت عليه مع صديقي، وذكرت كذلك شغفي في العمل في مجال البرمجة ولماذا أريد العمل بهذا المجال بشكل أكبر.
صراحةً لا، خصوصًا بعد العمل 5 سنوات في مايكروسوفت (Microsoft) فلم أكن معتادًا على نشر عملي بشكل علني.
بعد أسبوعين تقريبًا.
في الواقع هو يخصص 30% من وقته لتوظيف الناس وقراءة الرسائل.
كانت المقابلة شبيهة جدًا بطريقة العمل في الشركة، فكانت كلها عن بعد لكي يتمكن كل موظف من العمل من أي مكان في العالم، ولقد تم إرسال بريد إلكتروني لي كأول جزء من المقابلة، وقام الموظف بتحديد موعد لإجراء مقابلة عبر سكايب (Skype) وكانت مقابلة نصية فقط، ليست بالصوت أو الفيديو (Video)، وقد كان هذا شيئًا مفاجئًا بالنسبة لي.
صحيح، لأن معظم اتصالاتنا بالشركة تتم بهذه الطريقة، وهذه أيضًا طريقة العمل معهم.
الطريقة الكتابية أكثر، نستخدم الفيديو (Video) مرة كل أسبوعين تقريبًا.
كانت الأسئلة متنوعة، فمثًلا سألني عن هواياتي وهكذا، وسألني أيضًا عن أشياء تتعلق بالتكنولوجيا.
قام بإعطائي مشروع برمجة صغير للتأكد فقط من إمكانياتي في البرمجة، ولم يكن شيئًا صعبًا، فقد كان عبارة عن مدونة لووردبريس (WordPress)؛ لمعرفة كيف يمكن أن أتفقد البرنامج، وكيفية إجراء التعديلات عليه. استغرق مني العمل على هذا المشروع من 3 إلى 4 ساعات فقط ولكنهم أعطوني مهلة أسبوع كامل.
الخبرة في العمل على ووردبريس (WordPress) مفيدة في هذه المقابلة ولكنها ليست ضرورية.
يقومون بعمل تجربة معك ويتم في هذه المرحلة توظيفك بعقد عمل مؤقت وليست وظيفة دائمة، وتستطيع العمل على مشروع حقيقي في الشركة، و يقومون بإعطائك حساب على سلاك (Slack)؛ لمعرفة كيفية العمل وهي تقريبًا آخر مرحلة في التوظيف.
تختلف من شخص إلى آخر، بالنسبة لي كانت شهر ونصف.
حسب الشخص وحسب المشروع كذلك، فيقومون بسؤال الشخص عن عدد ساعات العمل في اليوم أو في الأسبوع التي يمكنه القيام بها مع باقي التزاماته. بالنسبة لي لم يكن لدي شيء آخر فعملت لمدة 20 ساعة في الأسبوع وأنجزت المشروع بشكل جيد مع أنه كان مشروعًا كبيرًا نسبيًا.
بالضبط، فبعد هذه الفترة تستطيع معرفة إن كان هذا النمط من العمل يناسبك أم لا.
كنت متحمسًا جدًا، وأحببت المشروع ذاته، ولكن في نفس الوقت كان لدي نوع من التوتر لأنني لم أكن معتادًا على نمط الاتصال، فمثلًا الشخص الذي كنت أعمل معه كان يختفي لأيام ثم يعود ليرد على أسئلتي، وكانت كل هذه الأمور لفهم طبيعة العمل ومعرفة مقدرة الشخص على العمل بهذه الطريقة، فلن يكون هناك أحد لمساعدتك؛ لذا يجب عليك الاعتماد على نفسك كليًا.
أعتقد أنّ إيجابيات هذا النمط هي القدرة على تحديد ساعات وطريقة عملك، أما السلبيات فقد يكون هذا النمط صعبًا بالنسبة للشخص الذي لا يمتلك خبرة في هذا المجال، لأن العمل الحر يحتاج إلى معرفة وخبرة كبيرة.
هذا ما أردت قوله، أعتقد بأن الخريج بحاجة إلى مكان يتواجد فيه أشخاص يساعدونه على تعلُّم كيفية العمل، على الأقل في المرحلة الأولى.
أرسل لي الشخص الذي كنت أعمل معه وأكد قبولي للعمل، ثم تحدثت مع مات (Matt) شخصيًا على سلاك (Slack) بطريقة التواصل غير المتزامن.
كانت متنوعة، بعضها كان خاص بالتكنولوجيا والبرمجة، وبعضها شخصية كنوع الكتب التي أحب قراءتها وهكذا.
لا أتوقع أنه يعمل كمبرمج في الفترة الأخيرة، بالرغم من أنه هو الذي كتب مدونة ووردبريس (WordPress) مع شخص آخر، ولكن عمله لا يسمح له كثيرًا بالبرمجة.
بشكل عام يستطيع أن يعطي رأيه في هذه الأشياء، ولكن الشركة الآن تتكون من 550 شخص، وهنالك أشخاص يستطيعون اتخاذ هذه القرارات، وعمل مات (Matt) حاليًا هو قيادة الشركة بشكل أكبر.
بالنسبة لي كان شيئًا أشبه بالحلم، لأن ذلك أخذ وقتًا كبيرًا للتعلُّم عن الشركة ثم فترة المقابلة والتجربة، وكنت متحمسًا للمجال الذي سوف أعمل فيه. ولكن كان شعورًا غريبًا؛ فلقد وقعت عقد العمل مع الشركة دون التحدث مع أي شخص على الهاتف أو الحاجة لمقابلة عمل شخصية، حتى أن أبي في البداية لم يصدق أن هذا العمل حقيقي.
نعم صحيح.
بدايةً كل شخص يتم توظيفه ينتقل مباشرة إلى قسم خدمة الزبائن التقني ويعمل هناك لمدة 3 أو 4 أسابيع؛ فهذه الطريقة لها ميزات لتعلُّم تفاصيل العمل بشكل أكبر، وفي أول يوم يتم أخذ دورة قصيرة حول أساسيات التواصل ودورة أخرى في الدعم للتعامل مع الزبائن.
نعم بالتأكيد، مثل توقيع عقد عمل مع أي شركة أخرى وبنفس الشكل القانوني.
يستطيع كل شخص اختيار اللاب توب (Laptop) المناسب له، وفعليًا تقدم الشركة لاب توب (Laptop) لكل موظف، وعادة ما يستخدم موظفو أوتوماتيك (Automattic) لابتوبات (Laptops) شركة آبل (Apple)، لكن هناك أشخاص يفضلون أنواع أخرى، وفي النهاية هذه حرية شخصية، ولكن بالتأكيد اللاب توب (Laptop) ضروري جدًا في العمل مع الشركة؛ لأن على كل موظف أن يسافر مرتين على الأقل في السنة.
لقد كنت محظوظًا؛ لأن المسؤول عن عملي كان قريبًا من منزلي، وكنا نتقابل كثيرًا لتناول وجبة الغداء معًا، وهذا شيء نادر. لكن كل شخص في أوتوماتيك (Automattic) يسافر مرتين في السنة على الأقل، ومن الممكن أن يقابل فريق عمله المكون من 5 أو 6 أشخاص هناك؛ للعمل معهم والتعرف عليهم، ويُعقد أيضًا اجتماع عام لكل الشركة مرة واحدة في السنة.
في عملي لا يوجد الكثير من رحلات السفر، ولكن أحيانًا تكون هناك مؤتمرات، ويختلف ذلك حسب عمل كل شخص.
لا، يوجد لدينا موظفيْن اثنين في أوروبا، وموظف في نيويورك، وموظف في تورنتو، وموظف في كولورادو.
لا يوجد لدينا أحد من الفريق في آسيا ولكن يوجد هناك موظفيْن آخريْن في الشركة من آسيا، ولكن بشكل عام لا يتم تقسيم الفرق على حسب الموقع بل على حسب ميول الشخص وكفاءته في العمل في مجال معين.
نعم لمَ لا؟ أنت فقط تحتاج إلى الإنترنت والمؤهلات المناسبة.
أهم أداة لدينا هي سلاك (Slack) للتواصل الفوري، وأداة البي-توو (P2) وهي نفسها ووردبريس (WordPress) والتي يستطيع أي أحد منا إنشاء منشور لأي شيء يريده، وفي هذا النظام تستطيع كذلك إرسال إشعار لأي أحد للتواصل الغير فوري.
نعم، بشكل عام نستطيع أن نضع أي معلومات مهمة في البي-توو (P2)، وتُعتبر مكان لتجميع المعلومات لدينا للاستفادة منها لاحقًا أو لأي أحد يريد الاستفادة منها أو مراجعة مناقشات أو قرارات اتخذت بالماضي.
نعم على خوادم ووردبريس.كوم (WordPress.com).
بالطبع، لكي تستطيع الذهاب إلى برنامج ووردبريس (WordPress) يجب أن تكون على علم بكيفية البرمجة؛ لإنشاء الموقع الخاص بك. أما ووردبريس.كوم (WordPress.com) فتستطيع الدخول إليه وإنشاء موقع لك مباشرة دون الحاجة لمعرفة البرمجة.
غالبًا نعم، ولكن يتم التركيز أيضًا على ووكومارس (WooCommerce).
نعم، ووثيمز (WooThemes) هي شركة منفصلة ولم تكن تابعة لأوتوماتيك (Automattic)، ولكن نظامها مثل شركة أوتوماتيك (Automattic) أي أن كل الموظفين موزعين ويعملون عن بعد، وقبل سنتين اشترت أوتوماتيك (Automattic) الووثيمز (WooThemes) وأصبحت الآن شركة واحدة. أما ووكومارس (WooCommerce) فهو برنامج يضاف إلى الووردبريس (Wordpress)؛ ليتم تحويل موقع الووردبريس (Wordpress) إلى موقع لبيع الأشياء (متجر).
نعم، ووكومارس (WooCommerce) نمطه شبيه جدًا لنمط ووربريس (WordPress) نفسه، فهو برنامج مجاني لإنشاء موقع تجاري على ووردبريس (WordPress).
حقيقة لا أعلم.
أعتقد أن العدد أكبر من ذلك، لأنني عندما انضممت إلى الشركة كنا 400 شخص والآن نحن تقريبًا 600 شخص.
الجميل هنا أن لدينا موقع صغير داخلي نسميه مييت-و-ماتيك (Meet-o-Matic)، وبمجرد أن تلتقي بأي شخص يعمل في الشركة تدوِّن أنك فعلت ذلك، وهكذا تستطيع معرفة عدد الأشخاص الذين قابلتهم. والموظفين أحيانًا في الاجتماعات الكبيرة يتنافسون للحصول على أكبر عدد في هذا الموقع.
أتوقع 100 شخص، وفي أسبوع اجتماع الشركة السنوي الذي نلتقي فيه، تقوم الشركة نفسها بتنظيم وجبات الغداء والعشاء وتحدد الشركة مع من سوف تجلس هناك؛ لكي تضمن أنك تعرفت على أشخاص جدد بالشركة.
نعم صحيح، الجانب الاجتماعي مهم للعمل الحر خصوصًا، فيجب عليك أن تحدد وقتًا كل يوم لتقابل الناس وتُخالطهم.
أعتقد أنني شخص تقليدي في هذا الموضوع، ففي العادة أستيقظ صباحًا وأتناول وجبة الفطور وأذهب أحيانًا إلى النادي أو الركض، ثم أبدأ بالعمل، ثم أتناول الغداء، ثم أعود إلى العمل وأنتهي منه الساعة 5 أو 6 مساءً. وأحاول مرة كل أسبوع على الأقل أن أذهب لتناول الغداء مع أشخاص أعرفهم، مع أصحابي من مايكروسوفت (Microsoft) مثلًا؛ لأنني ما زلت أسكن بالقرب منهم.
في الواقع كنت أتخيل أنني أستطيع أن أسافر وأن لدي فرصة أكبر لاستغلال ذلك، ولكن لم يكن الأمر كما اعتقدت. الجميل في الموضوع أنني كنت أستطيع الذهاب لزيارة أهلي في الشرق الأوسط، وكل ما علي فعله هو أخذ اللابتوب (Laptop) معي والعمل هناك!!
نعم، ويعتمد ذلك أيضًا على المخططات الأخرى، فمثلًا أنا أحب كاليفورنيا؛ لذا فإني أستطيع الذهاب إلى هناك لرؤية صديقي دون الحاجة لأخذ إجازة عمل.
معظم عملي في البرمجة وأعمل على خوادم ووكومارس (WooCommerce) فمثلًا إذا كان العميل يريد شراء غرض من موقع ويريد شحنه من خلال الخادم الخاص بنا، فإنه يستطيع أن يشتري ملصقًا من شركة البريد ويطبعه من الطابعة الخاصة به ثم يضعه على الصندوق وإرساله عبر البريد.
نعم، فلدينا خادم يتصل مع شركة البريد ومع البطاقات الائتمانية لدفع الحساب، ولدينا قاعدة معلومات، ويجب أن نكتب جزءاً من البرمجة التي تُكتب على ووردبريس (WordPress).
أكثر شيء نود.جي أس (Node.Js) و جافا سكريبت (JavaScript) و بي أتش بي (PHP).
نعم، كان لدي خبرة في البي أتش بي (PHP)، ولكن لم يكن لدي الخبرة في مجال نود.جي أس (Node.Js).
سؤال جيد، ولكن أعتقد أنه يجب أن تكون لديك المرونة لتعلُّم أي لغة جديدة.
أعتقد أنها نود.جي أس (Node.Js)؛ لأنها لغة سهلة وميزتها أن بإمكانك أن تكتب برنامجًا بها وتعمل على خادم، وممكن أن تكتب برامجًا بها وتشتغل على المتصفح، وتستطيع كذلك أن تكتب برنامجًا بها وتشتغل على الهاتف المحمول.
نعم هذا الذي أقصده.
نعم هذا صحيح، ولكن أحيانًا أشتاق إلى اللغات الأخرى مثل ال سي شارب (#C) و جو (Go)؛ لأن نود.جي أس (Node.Js) عبارة عن نص (Scripting Language) فقط.
نصيحتي أن تكون شخصيتك مناسبة لنمط العمل في أوتوماتيك (Automattic)، فيجب أن يكون لديك خبرة في مجال المصدر المفتوح (open source)، وإذا كنت تعمل على ووردبريس (WordPress) نفسه فهذا أفضل. وأن تكون معتادًا على العمل عن بعد، بالنسبة لي أعتقد أن فترة الاستراحة ساعدتني لكي أعتاد على هذا النمط.
نعم، هناك مجال التسويق والدعم وخدمة الزبائن، ولكن أكثر مجالات العمل في الجانب التقني.
لدينا فريق خاص بالترجمة في ووردبريس (WordPress)، وأنا أساعد أحيانًا في الترجمة والتي تكون في الغالب على ووردبريس.أورج (WordPress.org) البرنامج المجاني، ونعتمد كثيرًا على المتطوعين في الترجمة.
نعم، هذه الطريقة ممتازة بالفعل.
العفو شكرًا لك. أعتقد أن العمل عن بعد يفتح مجالات واسعة للعمل خصوصًا في الشرق الأوسط وأعتقد أيضًا أن عدد الشركات التي سوف تُقدم هذا النوع من العمل سوف تزداد في المستقبل.
تحديث: عند تحريرنا لهذه المقابلة، نبيل عاد للعمل في مايكروسوفت (Microsoft) .