استمرارًا في توثيق تجارب العمل عن بعد للمبدعين؛ خضنا حوارًا شيقًا مع السيدة وفاء خالد، التي حصلت على أول عمل لها عبر كتابة تغريدة واحدة على تويتر (Twitter)؛ لذا فهي مثال مميز لمن يريد البدء بالعمل عن بعد. سنكتشف في هذا الحوار كيف كانت بداية وفاء، تعليمها، كيفية نجاحها في إدارة وقتها، و توفيقها بين عملها وعائلتها، وكيف استفادت من العمل عن بعد، مع التعريج على الجانب الإبداعي لهذا العمل. وأيضًا للحديث عن الجانب التربوي للأبناء وكيفية إضافة المتعة للتعليم.
ربة منزل، زوجة، أم لأربعة أطفال، تهوى الكتابة وتتمنى أن تكون كتاباتها مقبولة.
ولدتُ وترعرعت في مدينة الجبيل الصناعية في السعودية. قمت باختيار التخصص العلمي في الثانوية الثانية، ثم التحقت بكلية التربية للبنات، حيث تخصصت في الرياضيات، لكنني لم أكمل تعليمي الجامعي.
لأسباب عدة: أوّلها عدم رغبتي في أن أصبح مُدرِّسَة، حيث أنّ الخيار الوحيد للعمل بعد التخرج من تلك الكُليّة هو أن أصبح مُدرِّسة رياضيات، حتى أن الرياضيات التي كان يتم تدريسها في الكلية هي رياضيات مرتبطة بمجال التعليم ليس إلا. أما السبب الثاني فهو أنني تزوجت وسكنت في الدمام التي تبعُد مسافة ساعة تقريبًا عن الجبيل حيث كنت أدرس، ورزقت بعدها بطفلين، فأصبح أمر التنقل صعبًا للغاية؛ لذا قررت ترك الجامعة كوني لا أدرس ما أرغب، إلى جانب تأثيرها على حياتي كأُم.
أؤمن أن التعليم عملية مستمرة، وحتى من يعتقدون أنهم توقفوا عن التعلُّم، هم مازالوا يتعلمون ويتغيرون. أنا شخصيًّا من محبي التعليم الذاتي؛ لذا كنت قد بدأت بتعلم الهوايات كالرسم والحياكة، معتمدة على الإنترنت والكتب. وقد سبق لي الالتحاق بدورات قصيرة، وشراء دورات تعليمية على الإنترنت وما إلى ذلك.
كلا، كنت ربة منزل لفترة طويلة، ثم قررت أن أُسس مشروعًا خاصًا بي قبل انتشار صيحة الكب كيك (Cup cake). كنت سبّاقة للعمل في هذا المجال في مدينتي لفترة قبل أن يُفتتح مشروع مشابه وتصبح المنافسة قوية للغاية؛ كونهم كانوا شركة وليسوا أفرادًا مثلي. بدأ شعور الفشل يتسلل إلي، وبدأت أفكر بالتوقف نهائيًّا، وهو ما أعتبره جُبنًا مني. لكنني تعلمت من هذه التجربة التسويق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لأن عدم امتلاكي ميزانية لتسويق المشروع آنذاك؛ دفعني للاعتماد على علاقاتي على مواقع التواصل وبالأخص على الفيسبوك (Facebook).
أعتقد سنة 2010.
نعم. قبل دخولي التويتر (Twitter)، أي قبل سنة 2011.
كانت حالتي الصحية هي السبب الرئيسي لتوقفي عن العمل. فبعد أكثر من شهر من عدم العمل على مشروع يعتمد عليّ بشكل أساسي إلى جانب المنافسة القوية؛ شعرت أنني لن أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة، خصوصًا وأن التكاليف كانت أكثر من الربح، فقررت التوقف عن العمل.
دخلت بعدها في حالة اكتئاب شديدة؛ بسبب شعوري بالفشل أمام عائلتي وفشل تجربتي الأولى، رغم أن أفراد عائلتي كانوا يحاولون تشجيعي لكنني كنت أشعر أنني خيبت آمالهم. أصبحت بعدها مدمنة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت الكتابة في مدونتي بشكل جدي. بعد فترة، كتبت تغريدة على تويتر (Twitter) مفادها أنني جيدة في اللغة العربية والإنجليزية، أكتب جيدًا، متصلة بالإنترنت طوال الوقت، وأبحث عن وظيفة على الإنترنت. شهدت التغريدة عددًا كبيرًا من إعادة التغريد، إلى أن وصلت إلى شخص عرض عليّ عملًا، وعلّمني -جزاه الله خيرًا- استخدام البرامج التي أستخدمها إلى يومنا هذا في إدارة الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان الراتب بسيطًا قدره 700 ريال شهريًّا. لم أشعر حينها أني أستحق الراتب كونه كان يعلّمني كيفية استخدام البرامج، لكن احساس الإنجاز كان جميلًا.
نفس التغريدة وصلت إلى محمد بازيد مقدم برنامج (التاسعة إلا ربع) الذي كان يحظى بشهرة واسعة في السعودية إلى جانب عمر حسين. وقد اطلع محمد بازيد على مدونتي، ليراسلني عبر تويتر (Twitter) قائلًا: "أعتقد أننا بحاجة إلى شخص مثلك، نريدك أن تجمعي لنا الأخبار". يعني مهمتي كانت مثل الإعداد من بحث، وترتيب، وإرسال، وبالتالي يكون على عاتقي ترتيب النص الخاص بالحلقة.
أذكر أنني كنت خائفة في البداية بسبب تجربتي السابقة والفاشلة والتي جعلتني أخشى أن يعرف الآخرون بعملي الجديد؛ لذا كان شرطي الوحيد آنذاك هو عدم وضع اسمي في شارة النهاية، والانتظار لحين اكتساب ثقة أكبر بنفسي، وهو ما حدث بالفعل، حيث أنهم وضعوا اسمي بعد سنة كاملة من بدء العمل.
كانت تجربة رائعة، وأشعر بالامتنان الشديد لفريق عمل (التاسعة إلا ربع) لأسباب كثيرة: ثقتهم بشخص مجهول مثلي لإدارة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضًا لأنهم فتحوا لي أبواب الولوج للوظائف الأخرى التي عملت بها.
لا أستطيع القول أن حضوري كان قويًّا، لكن في ذلك الوقت، كان معظم المتواجدين في تويتر (Twitter) أشخاص معروفين، أي أن المستخدمين السعوديين كانوا قليلين، وكان من يمتلك 900 أو 1000 متابع يُعد من المستخدمين المعروفين، أما أنا فكنت أمتلك في ذلك الوقت 1500 متابع.
تقريبًا، كنت على وشك أن أصبح شخصية معروفة على تويتر (Twitter). أما الآن فأنا مستخدمة عادية بالنظر إلى ارتفاع عدد المتابعين لمن يُعتَبَر شخصية معروفة حاليًّا. والأشخاص الذين كانوا متواجدين في ذلك الوقت هم الآن مشاهير مثل: محمد بازيد، وإبراهيم القحطاني، اللذان كانا من ضمن متابعي حسابي آنذاك ومن الذين أتفاعل معهم على تويتر (Twitter).
مدونتي كانت موجودة قبل ذلك بفترة طويلة.
بدأتُ بالمدونة الأخيرة المستضافة على خدمة (wafakm.com) سنة 2009. لكن كان لدي مدونات أخرى مثل رحلة الحياة، بالإضافة إلى مقالات منتشرة في المنتديات عملت على جمعها ونشرها في المدونة. كما أنني كنت نشيطة للغاية على موقع استضافة الصور فليكر (Flickr) لحين إغلاقه من قِبَل الشركة. فأصبحتُ أستخدم المدونة الآن كمخزن للصور القديمة.
لم أرِد تأطير المدونة، حتى أنني سميتها بعثرات، ووصفتها قائلةً: "هذا منزلي حيث أرمي حذائي بلا اهتمام وأضع قدمي على الطاولة وأنسى كل شيء". يعني لم يكن يوجد إطار محدد، فأحيانًا أتحدث عن تجربة ما، حل لمشكلة صادفتني على الحاسوب، تجارب شخصية، وفي أحيان أخرى تجربة أدبية، دون وجود توجه معين، كنت أنتقل من شيء لآخر، حتى أني نشرت بعض المنشورات حول الأعمال اليدوية.
فتح لي العمل مع أعضاء فريق عمل (التاسعة إلا ربع): حازم الجريان، طارق الحسيني، ومحمد بازيد، الباب للعمل مع فريق خاص بإعداد ومراجعة النصوص وإدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمسلسل (شفت الليل) على قناة (روتانا خليجية)؛ وذلك بفضل علاقاتهم مع المجتمع الإعلامي السعودي، ورضاهم عن عملي. كانت مهمتي متمثلة في: قراءة النصوص قبل تصوير المسلسل والتأكد من صحتها؛ فكنت أقوم بترتيبها لإزالة أي لبس، تصحيح أخطاء على مستوى اللهجة، الإشراف على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي ونشر الروابط الخاصة بها بعد تصوير البرنامج. في الموسم الأول، كنت مشرفة على حساب البرنامج على تويتر (Twitter)، وكانت أول مرة في حياتي أُشرف فيها على حساب رسمي واستخدمه بطريقة غير رسمية تتجلى في الحديث مع المتابعين والمزاح معهم، فحاولوا بعدها معرفة هويتي الحقيقية التي كانت سرية واكشف عنها الآن فقط؛ كون الأمر قد مرّ عليه عدة سنوات، وكانوا يتوقعون أن المشرف على الحساب هو المخرج أو أحد الممثلين. بعد بلوغ حساب تويتر (Twitter) نسبة معينة من الشهرة، طلب مني المخرج أن أتركه له حتى يشرف عليه ويكون أسلوب الطرح قريبًا من المسلسل، وهو ما حدث بالفعل، مع استمراري في إدارة حساب الفيسبوك (Facebook) وحساب الـيوتيوب (YouTube) الذي كنت أعتقد أن تعليقاته غير لائقة بشهر رمضان، بالإضافة إلى المهام الأخرى.
لم أخبرهم، زوجي هو الوحيد الذي كان يعلم، وقد أكدت عليه ألّا يخبر أحدًا بذلك، لأن مجتمعنا كما تعلم قاسٍ نوعًا ما عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الأمور؛ فهم لا يعتبرونه عملًا بل مضيعةً للوقت، وكان أولادي حينها أطفالًا صغارًا، وكنت على علمٍ مسبق بتعليقاتهم مثل: "ركزي على أطفالك". وبما أني ربة منزل غير مقتدرة -نوعًا ما- في نظرهم، تبرز تعليقات أخرى مثل: "سلِّي نفسك كَرَبَة منزل"، لذا فإن النتيجة واضحة إذا أخبرتهم أني أعمل في مثل هذه الأمور التي يعتبرونها بالفعل تافهة. وأنا لم أكن مستعدة للانتقاد والحرب، فتوقفت ولم أخبرهم إلا بعد مرور سنتين تقريبًا من بدايتي.
بدأ فريق عمل مسلسل (شفت الليل) مع محمد بازيد برنامجًا تجريبيًّا على روتانا خليجية اسمه (النشرة ال)، وقد كان مبنيًّا نوعًا ما على برنامج (التاسعة إلا ربع). لكن مسؤوليتي كانت أكبر؛ حيث كان عليّ الحرص على أن ينتهي كل أعضاء فريق العمل من مهامهم في الوقت المناسب لأرتبها في جدول، وأتأكد من تأمين كافة مواد البرنامج؛ كونه كان يضم فقرات كثيرة وفريق عمل كبير، وكنت أنا المنسقة بينهم. وكانت إحدى مهامي الأخرى متمثلة في عمليات البحث عن: معلومات، صور، تجهيز فقرات مثل أفضل عشرة وأشياء من هذا القبيل، باختصار كنت مساعدة.
البرنامج لم يستمر، لكنني وجدت عن طريقه عملًا آخر، حيث أن السيد عضوان الأحمري الذي كان أحد أعضاء فريق عمل البرنامج، اتصل بي بعد أن عَمِل في جريدة الشرق الأوسط وطلب مني إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للجريدة، صحيح أنه لم يذكر سبب اختياره لي، لكنني أتوقع أن تشديدي عليه حول ضرورة الالتزام بالوقت أثناء عملنا في برنامج (شفت الليل) هو السبب. وما زلت إلى يومنا هذا أعمل في نشر المحتوى على كافة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لجريدة الشرق الأوسط.
صحيح.
مازلت أعمل مع الجريدة، لكنني لست مرتبطة بشركة معينة وأعمل مع عدة شركات بصفتي مستقلة (Freelancer). عملي مع جريدة الشرق الأوسط يتم عن طريق شركة الدعاية والإعلام مادتوميتو (MadTomato) التي أحترمها وأحبها، والخاصة بطارق الحسيني ومحمد بازيد اللذين عملا مع شركتي دايت ووتشرز (Diet Watchers) و جافا تايم (Java Time) بالرياض، وتم عرض عمل علي فيها لإدارة مواقع التواصل الإجتماعي من حيث نشر المحتوى وخدمة العملاء، مع تركيزهم على التفاعل مع جمهور وعملاء الشركة، أي أن مهمتي لم تكن ترتكز على التسويق فقط. ومازلتُ حتى يومنا هذا أعمل معهم في دايت ووتشرز (Diet Watchers) وجافا تايم (Java Time)، هذه الأخيرة من أمتع الحسابات التي أدرتها، في حين أن دايت ووتشرز (Diet Watchers) تعد أكثر جدية نوعًا ما بالنظر إلى أن المتابعين يركزون على الانضباط في الحِمية.
كلا يمكن المزاح لكن بين الفينة والأخرى، في حين أن الأجواء في جافا تايم (Java Time) لطيفة من دردشة ومزاح وما إلى ذلك.
نعم وبشكل كبير، فمثلًا الردود والمتابعين الذين أتعامل معهم على حسابات جريدة الشرق الأوسط مختلفين تمامًا عن أولئك الذين أتعامل معهم على حسابات جافا تايم (Java Time). وحتى لو كان الشخص يتابع حسابات كلا الجهتين، فإن تفاعله يختلف عند التفاعل مع جهة دون الأخرى.
هذا ما كنت أعتقده في البداية، وهو ما كنت أقوم به، حيث أن مجال إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي جديد كما تعلم، وتغلُب التجربة على أساليب من يديرون هذه الحسابات، حيث نتّبع طُرق: النشر، التجربة، القياس، والإصلاح. عملنا يرتكز على التجربة وقرائتنا لتجارب بعضنا البعض، خصوصًا وأن العاملين في هذا المجال لا يبخلون بمشاركة تجاربهم عن طريق كتابتهم عنها، وفي حال كنت تتقن اللغة الإنجليزية فستكون متقدمًّا على المنافسين.
هكذا كاتت بداياتي، حيث كنت أكتب تغريدة لمرة واحد شهريًّا؛ فهذه الحسابات لم تكن تحتاج لتفاعل كبير. ومع عدم وجود تفاعل من طرف المتابعين على حساب جريدة الشرق الأوسط؛ فكل ما كان مطلوبًا مني هو نشر المحتوى في الوقت المناسب؛ كون متابعي الحساب من دول أخرى. لكن الأمر مختلف مع جافا تايم (Java Time) ودايت ووتشرز (Diet Watchers)؛ حيث يجب أن أتفاعل مع المتابعين وأحاول نقل مشاكلهم الخاصة إلى خدمة العملاء، أي أن الأمر يحتاج إلى نوع من الدبلوماسية مع حرصي على الرد على مشاركاتهم دون ترك ردودهم دون جواب. لكن بعدها تغيرت معايير العمل؛ فأصبح واجبًا علينا قياس تفاعل الجمهور، بمعنى أن نعرف أيُّ التغريدات أفضل، وما سبب كونها الأفضل، مع تحليلنا لعدة أمور وبيانات من أجل معرفة المحتوى الأنسب والاستمرار على نفس المنوال. قادنا هذا لاكتشاف عدة أمور مثل أن تغريدات التصويت تلقى تفاعلًا أكبر، ونفس الشيء ينطبق على تغريدات الفيديوهات (Videos)، مع تفوق الصور على الفيديوهات (Videos)، وهلمّ جرًّا.
كانت نظرتي جادة منذ البداية، حتى قبل أن أبدأ العمل بمقابل مادي، حيث أنني إنسانة جادة بطبعي، وهو ما يعد عيبًا في شخصيتي وميزة في نفس الوقت بالنسبة لمن يعملون معي. حتى أنني أعمل بشكل تطوعي مع أشخاص ما زالوا في بداياتهم، وهدفي من هذا العمل التطوعي هو رغبتي في مساعدتهم، وأحيانًا أتكفل بدفع مصاريف معينة مع تحليّ بالجديّة.
أخبرت أمي وأبي بعد سنتين تقريبًا، وقد عِلما بالأمر قبل الآخرين. لم يستوعب أبي الموضوع في البداية، في حين أن أمي تقبلت ذلك؛ فقد كانت معتادة على اهتمامي بأشياء غريبة أحيانًا، وإن كانت متحفّظة نوعًا ما حيال جانب العمل الذي يضم تحدثي مع الرجال؛ فكما تعلم مجتمعنا صعب نوعًا ما فيما يتعلق بهذه النقطة، لذا كانت تتساءل أحيانًا حول امتلاكي لأرقام رجال وما إلى ذلك، لأبين لها أن المحادثات تقتصر على محادثات الواتساب (WhatsApp) ورحّبتُ بقراءتها لها.
زوجي كان متفهّمًا ولله الحمد. في الواقع لم أكن لأصل إلى ما وصلت إليه من دونه؛ حيث لم يبخل عليّ لا بالدعم المعنوي ولا المادي، كان الأمر ليكون مستحيلًا من دونه.
كان إخواني بدورهم يرون أن اهتمامي بشيء ما لا يعدو كونه تسلية. أما أبي فلم يستوعب الموضوع بشكل كامل لكنه كان سعيدًا؛ لأنني كنت سعيدة. أما أقربائي الآخرين مثل عمّاتي وأعمامي، فقد علِموا في وقت لاحق عندما بدأت العمل مع ياسر حارب في برنامج (ما قلّ ودلّ)؛ لأنه عُرِضَ على التلفاز وكان اسمي يظهر ضمن أسماء فريق العمل.
من خلال تويتر (Twitter). حيث كان ياسر قد كتب تغريدة عن حاجته لشخص متطوع لمراجعة النصوص، فارتأيت أنها فرصة للعمل على شيء أحبه بالإضافة لكوني متفرغة. راسلتُه وردّ عليّ طالبًا مني مراجعة نص أرسله، فقمت بمراجعته وكتابة الملاحظات حوله؛ فأُعجِب بعملي وتم قبولي. لكنني اكتشفت لاحقًا أن العمل ليس تطوعيًّا وأنني سأتقاضى مالًا مقابل عملي.
صحيح. الجميل في هذا البرنامج هو أنه رغم عدم اعتباري له كمشروع نجحت فيه نجاحًا تامًّا، إلا أنني أعتبره بمثابة خطوة مميزة أخرى. وقد كان البرنامج 5 مواسم حسب ما أذكر، وقد عملت شخصيًّا على 3 مواسم. والجميل أيضًا أنه كان يناقش أمورًا تستهويني شخصيًّا، وأنني انتقلت من مراجعة الحلقات إلى كتابتها وإعدادها، صحيح أن هذا الأمر كان محرجًا جدًّا بالنسبة لي؛ لأنني كنت أضطر إلى تصحيح معلومة مكتوبة من قِبَلِ شخص حامل لشهادة الدكتوراه في مجال معين عندما أكتشف أن معلوماتي حول الأمر أجدد أو أصح، فكما قلتُ سابقًا أنا لم أحصل على شهادة جامعية؛ لذا فإن تصحيح معلومة لدكتور في مجال ما كان يدفعني لإعادة التأكد من الأمر خوفًا من أن أكون أنا المخطئة، لكنني استطعت تخطي هذه المرحلة.
كان ذلك بسبب وصولي لمرحلة الإيمان وأني لا أملك أي شيء لأخسره. فأرسل البريد الإلكتروني كوني أعلم أني أعرف القراءة والكتابة بشكل جيد نوعًا ما.
أحب القراءة، قرأت لفترات طويلة من عمري والقراءة بالنسبة لي ليست مجرد هواية، إنما جزء من شخصيتي. في الواقع أشعر بضيق في صدري عندما تمر فترة طويلة دون قراءتي لشيء جديد أو اطلاعي على معلومات جديدة.
نعم. حبي للقراءة بدأ منذ زمن طويل، وإلى الآن تتسبب القراءة في عدم معرفتي للطرق في المدينة؛ كوني أقرأ طوال فترة تواجدي في السيارة ولا أنظر من النافذة للأماكن التي نمر بها، فأضطر إلى الاعتماد على تطبيق خرائط جوجل (Google)، وأنا ممتنة لوجود مثل هذا الاختراع.
كانت مدة حلقة البرنامج قصيرة تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة، ويتم التركيز في كل حلقة على فكرة معينة، وكأنك تقرأ مقالًا. مرّت عدة أفكار في البرنامج، ومن بين الحلقات التي سُعدت بوصولها إلى الشاشة وحَظِيَت بردة فعل إيجابية هي حلقة (من الصفر)، والتي تناقش كيف أن أغلب قصص الناجحين تُروى وكأنها قصة ساندريلا، حيث حدث لهم شيء ما فجأة ليحققوا أحلامهم. لكن هناك عدة جوانب أخرى ضمن هذه القصة لا يتم التطرق إليها، مثل هذه الجوانب تُظهر هؤلاء على أنهم بشر طبيعيون وليسوا بشرًا خارقين يصعب الوصول إليهم. كل الناجحين يحاولون أن يظهروا وكأنهم قد بدأوا من الصفر، لكن لا أحد يبدأ من الصفر.
ليس بحقيقة، لكن يمكن القول أنه واقع منقّح بشكل جيد، كما يحدث الآن ونحن نتحدث وكيف يبدو أنني بدأت من الصفر، فأنا لم أكمل تعليمي الجامعي وبدأت بالصدفة، لكن الحقيقة هي أنني أقرأ منذ نعومة أظافري وأكتب منذ الصغر. كنت أكتب في مدونتي الخاصة منذ فترة طويلة، وكان لدي متابعون على قدر عالٍ من الرُّقيّ، ومازالوا إلى الآن يتابعونني وأنا محبة لهم؛ كل هذا ساعدني للوصول إلى ما أنا عليه الآن.
بدأت بتعلم الإنجليزية منذ الصغر، حيث كنت أتكلم الإنجليزية دون مشاكل وعمري لا يناهز العشر سنوات.
نعم صحيح، ساعدتني مشاهدة أفلام الكرتون في الصغر.
نعم، للّغة الإنجليزية دور مهم جدًا في سيرتك الذاتية لأي عمل هنا في السعودية، وأي لغة بشكل عام تفتح أمام الإنسان آفاقًا على المستوى الشخصي أو العملي أو الثقافي؛ فهي مفتاح لأي شيء تبحث عنه. لكن ليس من الضروري أن تكون متقنًا للغة الإنجليزية بشكل ممتاز، يكفي أن تكون قادرًا على فهمها والكتابة بها بشكل مفهوم.
أولًا أغلب البرامج التي نستخدمها في إدارة العمل تعتمد على اللغة الإنجليزية، ثانيًّا تحتاج معظم الأعمال التي عملتُ عليها على قراءة الأخبار والكتب والإتيان بمعلومات جديدة، مثل هذه الأمور تحتاج إلى إتقان أكثر من لغة من أجل تقديم معلومة حديثة. وفي برنامج (ما قلّ ودلّ) اعتمدنا على أخبار ودراسات علمية حديثة متوفرة باللغة الإنجليزية أو مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، والانتظار إلى حين توفرها بالعربية شيء غير ممكن كون الأمر سيتأخر للغاية.
كامبلي (Cambly) هي خدمة محادثات مباشرة على الإنترنت تتيح للمستخدم التواصل مع شخص آخر متخصص في مجال معين. في حالة اللغة الإنجليزية يمكن التواصل مع معلم تكون الإنجليزية لغته الأم، مع إمكانية الحديث في مواضيع متنوعة لا تقتصر على الحروف الأبجدية أو قواعد اللغة، لكن الأمر يتعلق بمحاولة الحديث مع هذا الشخص الذي لا يمكن أن تتفاهم معه سوى بالإنجليزية. أما اشتراكي في كامبلي (Cambly) فهو بسبب أطفالي، حيث كنت أبحث عن معلمة لغة إنجليزية تكون لغتها الأم هي الإنجليزية؛ حتى يُضطر أبنائي للحديث معها بالإنجليزية وتقضي معهم وقتًا في ممارسة نشاط ما مثل الرسم أو لعب ألعاب الفيديو أو أي شيء آخر أثناء التحدث بالإنجليزية. لكنني لم أجد ما كنت أبحث عنه في الدّمام؛ فالخيار الوحيد كان معلمة توفر خدماتها بسعر 250 ريال للساعة الواحدة، وبالتالي ستبلغ التكلفة 1000 ريال شهريًّا في حال استعنت بخدماتها لساعة واحدة أسبوعيًّا، وهو مبلغ باهظ نوعًا ما. لذا عاودت البحث وتذكرت حديث تميم التميمي حول كامبلي (Cambly)، فدخلت الموقع واشتركت فيه، وبعد حساب تكلفة الساعات وجدت أن الاشتراك لساعة واحدة في اليوم -وليس في الأسبوع- سيكلفني 180 دولار شهريًّا، وهو مبلغ أقل بكثير مما كنت سأدفعه للمدرِّسة المنزلية.
كلا، اشتركتُ في البداية لنصف ساعة في اليوم بتكلفة 100 دولار شهريًّا. واكتشفت لاحقًا أن أطفالي قد أُعجِبوا بالخدمة، علمًا أننا في البداية كنا فيما يمكن وصفه بفترة تجريبية نبحث عن المدرِّس الأنسب لكل طفل، فوجدنا في النهاية المدرِّس المناسب لكل منهم.
بالضبط. وقع اختياري على مُعلمة أحبتها ابنتي، يتحدثان معًا حول الرسم والفن وما إلى ذلك، أما ابني وبحكم حبه لألعاب الفيديو اختار مصمم ألعاب فيديو ليتحدث معه، وابنتي الأصغر التي يبلغ عمرها 5 سنوات اخترت لها معلمًا يلعب معها بالدُّمى ويخلق شخصيات عبرها. مثل هذا التّرف غير متوفر لدى المعلمين الذين تحضر صفوفهم أو تطلبهم بشكل خاص للمنزل.
بالعكس، لقد وضعت نفسي في مأزق، لم تعد نصف الساعة تكفيهم، لذا ضاعفتها لساعة، وها هم الآن يطالبون باستخدام حاسوبي من أجل الحديث مع معلّميهم؛ لذا أصبحت الآن أضع جداول زمنية لهم. ومن الطبيعي أن تحصل نزاعات بينهم حول من دوره اليوم لإجراء محادثة مع معلمه، أصبح الأمر أشبه بالصداقة بينهم وبين معلميهم وليس مجرد تعليم.
بتاتًا! كنت أتوقع أني سأضطر لإرغامهم على الذهاب للمعلمين والجلوس معهم، فكانت هذه هي الفكرة في البداية، فقد كانوا يتكلمون اللغة الإنجليزية بشكل أساسي، مشكلتهم الوحيدة هي أنهم يخجلون من التكلم خيفة ارتكاب الأخطاء.
جميعهم لديهم مستوى أساسي في اللغة، مع كون بناتي جريئات أكثر، حيث أن ابنتي الصغرى تجري معي محادثات بالإنجليزية، في حين أن ابنتي الكبرى بدأت بتعلم الإنجليزية متأخرًا، ورغم مستواها الجيد إلا أنها خجولة. أما بالنسبة لولدي فهو يعرف أساسيات اللغة لكنه يخجل جدًّا من الحديث بها أمامنا؛ لذا كنت أتركه لوحده في الغرفة أثناء التواصل مع المعلم حتى يكون على سَجِيّته، بالأخص أن المحادثات كلها مسجلة وأستطيع دائمًا الاستماع إليها والاطلاع على مدى تطوره.
أعتقد شهرين أو ثلاثة.
نعم تستحق. وأنا بدوري أسوّق للخدمة.
أنصح بعدم الاشتراك في الحزمة التي أخذتها -نصف ساعة يوميًّا- والإكتفاء بنصف ساعة في الأسبوع من أجل التجربة، بعدها إذا وجد المُتعلِّم تأثيرًا إيجابيًّا للخدمة فليستمر. و توجد خيارات بديلة مجانية مثل تطبيق هيلوتوك (HelloTalk) لمن لم يجد الخدمة مناسبة لسبب مادي أو أي سبب آخر، وإن كان هذا الأخير يتم التحدث فيه مع أشخاص عاديين وليسوا بمدرسين، لكن فكرته قائمة على الاستفادة من اللغة التي تتقنها و إفادتك باللغة التي تود تعلمها.
نصية، صوتية، و مرئية.
جربت التطبيقات المجانية شخصيًّا ولا أنصح بترك الأطفال لوحدهم عند استخدامها؛ فالأشخاص المتواجدين عليها ليسوا محترفين والبيئة غير مراقبة، لكن أوصي به للبالغين الجادين في موضوع التعلُّم. المضايقات ممكنة وقد تعرضت بدوري لها وانتهى بي الأمر بحظر العديد من الأشخاص، علمًا أن تجربتي لم تكن تعلُّم الإنجليزية بل الفرنسية، وبصراحة لم أكن جادة؛ فقد كنت مشغولة طوال الوقت واكتفيت بتعلُّم بعض الجمل بشكل جيد وبلغت مرحلة فهم الكلام؛ لذا كانت التجربة جيدة بصفة عامة. مع ذلك يحتاج الأمر إلى جدية أكبر للراغبين في إحراز تقدم سريع.
أود الإشارة إلى أن لديّ جوانب تقصير كثيرة في حياتي؛ فأنا لا أعتبر نفسي ربة منزل ناجحة، بل على العكس أرى نفسي ربة منزل فاشلة. عَمَلُ زوجي في مناوبات يساعدني في مشاركتي الاهتمام بالأطفال خلال الوقت الذي أعمل فيه. أحيانًا يتطلب الأمر إهمال بعض الأشياء مثل عدم طبخ الغداء وأشياء من هذا القبيل، وقد وظّفت فيما مضى عاملة منزلية لمساعدتي، كما أن أطفالي الكبار يساعدونني بدورهم في تدبير أمورهم وبمهام البيت أيضًا؛ لأن العاملة المنزلية ليست موجودة حاليًّا، فتنقسم الأعمال المنزلية بيني وبين أبنائي الكبار. وقد أصبحت مهامهم أكثر الآن؛ لأنهم في اجازة، ومن بين مهامهم الحالية الاعتناء بإخوتهم الأصغر سنًّا.
لنتحدث عن اليوم المدرسيّ؛ لأن اليوم الغير مدرسيّ يكون فوضويًّا. أستيقظ مع الأطفال في الساعة الخامسة والنصف؛ لتجهيزهم للذهاب إلى المدرسة. أبدأ بعدها عملي، حيث أبقى مع طفلي الأصغر ذو الثلاث سنوات، والذي يستيقظ في الساعة التاسعة أو العاشرة؛ لذا يكون لديّ مجال للعمل لمدة 4 ساعات صباحًا استغلها في إنجاز المهام اليومية الهامة. بعد أن يستيقظ ابني ألعب معه وأهتم به ثم أُشْغِلُهُ بأي شيء آخر، مع كون التلفاز بمثابة جليسة له.
لدي شاشة تلفاز واحدة موجودة في غرفة المعيشة، وهو نفس المكان الذي أعمل فيه؛ لذا فأنا أشاهد كل ما يشاهدونه أثناء تواجدي معهم. بالنسبة لطفليّ الصغيرين اللذين تتراوح أعمارهما بين 3 و5 سنوات، فقد اشتريت لهما لوحي كيندل (Kindle) خاص بالأطفال؛ لذا فإن المحتوى الذي يمكنهم مشاهدته على يوتيوب يقتصر على محتوى مناسب لهم، فيمكنهم مشاهدة قنوات مثل سيسامي ستريت (Sesame Street) وقناة ديزني (Disney) مخصصة لهم؛ فلا يصلون إلى محتوى ضار على اليوتيوب (YouTube) المخصص للأطفال.
نعم، لمست هذا التأثر في ابنتي الصغرى. شخصيًّا أردت تعليم أطفالي اللغة الإنجليزية منذ الصغر، لكن زوجي لم يكن موافقًا على مخاطبتي لأطفالي الكبار حاليًّا بالإنجليزية عندما كانوا صغارًا، إلا أن ما حدث هو أنهم تعلموا اللغة في المدرسة إلى جانب المنزل. مع ذلك، ومن خلال بحث مطول وجدت أن بإمكاننا تعليم الطفل ما يصل إلى 4 لغات في صغره، ويمكن تفادي خلط الطفل للغات عبر شرط واحد يتمثل في مخاطبته بلغة محددة من طرف شخص محدد، فمثلًا اخترت مخاطبة ابنتي بالإنجليزية، على أن يخاطبها والدها بالعربية، وبالتالي لا يحصل خلط لديها في اللغات، وتتعلم اللغتين معًا في نفس الوقت. وكوني أمها التي تحدثها معظم الوقت، اكتسبت ابنتي لغة إنجليزية أقوى من العربية، حتى أنها واجهت مشكلة عند التحاقها بروضة الأطفال؛ لأنها لم تكن تتحدث العربية بطلاقة مثل زملائها. وقد شعرَت بالحزن في البداية بسبب سخرية الأطفال الآخرين منها، لكنها استطاعت التأقلم معهم وأصبحت تتكلم العربية بشكل ممتاز.
مستواها في اللغتين هو مستوى طفل عمره 5 سنوات، وهو عمرها الحالي.
لا في هذه الحالة مستواها أفضل.
صحيح، وإن كانوا يملون منه ويتركونه أحيانًا كونه محدود عكس الآيباد (iPad) مثلًا؛ لذا تراهم يلعبون به قليلًا لحين استحواذ الملل عليهم، وهذا الأمر لا يزعجني؛ فأنا أفضل أن يملوا منه ويتركوه بدلًا من التعلق به طوال الوقت.
صحيح، ويوجد كذلك أسلوب تصريف وترفيه آخر ألجأ إليه عندما يرفض ابني مفارقتي، يتمثل في استغلال ميزة تقسيم الشاشة وذلك بعرض قناة ال(YouTube) على إحدى الجانبين والجانب الآخر أخصصه لعملي.
نعم، حتى وإن دام الأمر لساعة واحدة على الأقل. فمثلًا إذا كانت لدي مهمة إعادة كتابة نص ما، فإن أسلوبي يتمثل بقراءة النص الإنجليزي ثم تسجيله صوتيًّا بالعربية، لأستمع للتسجيل لاحقًا وأكتبه بطريقة مرتبة.
نعم يوجد فرق؛ فبعض الأعمال تحتاج للإعداد والتركيز مثل البحث عن معلومات معينة أو إعادة كتابتها، في مثل هذه الحالات أفضّل الانتظار لحين خلودهم إلى النوم من أجل إنجازها. أما المهام الأخرى التي لا تحتاج إلى تركيز كبير، فألجأ إلى وضع السماعات وأبدأ بإنجازها. وفي حالات أخرى يحتاج الأمر للابتعاد عنهم فقط، حيث أتجه إلى مقهى ستاربكس (Starbucks)، كون مقهى جافا تايم (Java Time) المفضل لدي غير متوفر في مدينتي للأسف، علمًا أن سبب لجوئي إلى المقهى ليس التركيز وإنما الحاجة إلى الهدوء.
أحرص على تركهم مع والدهم أو صديقتي، حيث تأتي أحيانًا وتطلب مني أن تبقى مع الأطفال مطالبةً إيايّ بالعمل خارج المنزل من أجل الحصول على بعض الراحة النفسية.
ليس تمامًا، لا أعتقد أن العمل من المنزل ممل، إلا إذا كنت لا تحب أعمال المنزل مثلي، عندها يُعتبر الأمر مملًّا ومعذبًا للنفس، فبالنسبة لي إنجازي للمهام المنزلية من طبخ وتنظيف وما إلى ذلك مثل شُربك أنت للأسيد (acid).
لا أذكر كيف بدأت قصتي مع الاكتئاب بالضبط، لكنه كان ملازمًا لي منذ الطفولة. حاولت محاربته في البداية لكن انتهى بيَ الأمر للتعايش معه، حيث صرت أعرف كيفية التعامل معه. أعتبره مثل مرض السكري أو الضغط، أي أنه موجود دائمًا وأحتاج للتعامل معه بشكل جيد فقط.
كلا، أنا أخضع لعلاج مستمر من جلسات ومداومة على الأدوية منذ 10 سنوات تقريبًا.
يعتبر الاكتئاب مصطلحًا مطاطيًّا، حيث أن له أنواع كثيرة، فمنه من يكون عَرَضًا لمرض آخر مثل اختلال الهرمونات والغدة الدرقية، أعراض مثل هذه الأمراض تسبب الاكتئاب. وهناك جانب آخر للاكتئاب يرتبط بضغوط الحياة، مثل فقدان أحد لوظيفته أو لشخص عزيز عليه. أما في حالتي الشخصية، فأنا أعاني من اكتئاب مزمن بشكل دائم بسبب كيمياء المخ أو شيء من هذا القبيل. الاكتئاب ليس حزنًا دائمًا كما يعتقد الكثيرون، هذه فكرة خاطئة، بل هو فقدان متعة الحياة، بمعنى أنك لا تستمتع بالقيام بعمل أو نشاط ما عندما تكون مكتئبًا.
نعم، من الصعب عليّ العمل في وظيفة تحتاج الالتزام بوقت معين كل يوم؛ لأنني عندما أكتئب أجد صعوبة بالغة حتى في النهوض من السرير، حيث يصل بي الأمر لقضاء 3 ساعات تقريبًا في محاولة النهوض من السرير، فإذا كنت ملتزمة بوظيفة أحاسب فيها على هذا الوقت، وسيكون الالتزام صعبًا عليّ وسينتهي الأمر بطردي في النهاية.
كلاهما معًا. يحدث لي هذا الأمر عند دخولي في حالة اكتئاب شديدة، وهو ما يمكن أن يحدث مرتين في السنة ويمكن أن يستمر لثلاثة أو أربعة أيام، ولن يتقبل أي مدير في وظيفة يفترض بي أن أحضر إليها كل يوم في الساعة السابعة صباحًا هذا الأمر. من جهة أخرى، أنا من الشخصيات التي لا تحب المجتمعات الكبيرة، حيث يصعب عليّ التفاعل والتواجد مع أناس كثر في مواقف اجتماعية معينة.
لا علاقة لها، فقد كنت إنسانة متعاونة حسب تصنيفي لنفسي، حيث كنت أحاول مساعدة الناس الذين أعمل معهم. وبالرغم من أنني لا أحب العمل الجماعي الذي يحتوي على جلسات جماعية كثيرة؛ إلا أنني لم أمانع أن يتم تقسيم العمل في النظام الذي يحتاج إلى جلسة واحدة فيها، ثم يركز كلّ في عمله، ونعود لاحقًا للاطلاع على سيرورة العمل، أما التواصل الدائم فيكون صعبًا عليّ.
أشعر أن الكثير من الناس يعتبرون أن عدم استكمال تعليمهم الجامعي سيحول دون حصولهم على الوظيفة التي يريدونها، سواء كانت وظيفة عن بعد أو وظيفة تحتاج للذهاب إلى مقر العمل. بالطبع هناك وظائف تحتاج إلى شهادة جامعية مثل: الطب، والتمريض، والهندسة، وهو أمر ضروري، لكن من جهة أخرى، هناك وظائف مثل وظيفتي تحمل طابعًا أدبيًّا نوعًا ما تعتمد على الموهبة والتعليم الذاتي أكثر من التعليم الجامعي، يمكن أن تجد في مثل هذه الحالة وظيفة عن بعد أو حتى داخل مقر عمل.
نعم، هناك أشخاص يعملون كمبرمجين دون أن ينالوا شهادات في البرمجة حيث لم يتلقوا أي تعليم جامعي في قسم البرمجة أو علوم الحاسب الآلي، لكنهم مبرمجون يطورون تطبيقاتهم عن بعد، وتتوفر لديهم إمكانية نشرها على متاجر التطبيقات على الإنترنت، ويجنون قوت يومهم بذلك. أعتقد أن الموضوع يعتمد على ميول الشخص ومدى متابعته للمجالات المحببة لديه، فحتى الحاصل على شهادة الدكتوراه سيفشل في حال عدم متابعته للدراسات الحديثة وجديد مجاله بعد تخرجه من الجامعة.
أحاول تعلُّم اللغة الفرنسية، لكنني لم أحرز تقدمًا كبيرًا رغم مرور عدة أشهر على البدء بعملية التعلُّم.
لدي دافع لتعلُّم اللغات منذ الصغر؛ فتعلُّم اللغات الأخرى أشبه بتعلُّم نوع من أنواع الموسيقى بالنسبة إلي.
بعد أن أُشغِلَه وأُنجز بعض المهام في حضوره، يكون عبدالعزيز أول الواصلين للمنزل ويتكفل بالاهتمام بخالد بينما أذهب أنا لطبخ الغداء إن كان هناك مجال لذلك، أما إذا كان لدي الكثير من العمل، يهتم هو بخالد واستمر أنا في عملي إلى أن تصل ابنتي رهف وتساعدني في المطبخ كما هو الحال مع أي أم. ومن بين القواعد التي أتبعها في حياتي عدم حل الواجبات المدرسية الخاصة بأطفالي، حيث أشجعهم على محاولة حل واجباتهم بأنفسهم، مع إمكانية اللجوء إليّ عندما يحتاجون للمساعدة، عِلمًا أنني أتوقف عن تدريسي لهم بعد تجاوزهم الصف الثالث الابتدائي.
أود توضيح نقطة هامة، أعتقد أن الكثيرين قد يحكمون عليّ أني أمٌ فاشلة في هذا الجانب، لكن الهدف هنا هو القيام بنفس الشيء الذي قامت به والدتي، حيث لم تقم بتدريسي بعد الصف الثالث؛ لتزرع فيّ أن النجاح نجاحي أنا، والفشل فشلي أنا، والدرجات التي أُحصّلها درجاتي أنا، وإلا فلا فائدة ترجى من الأمر برمّته. وأنا بدوري أحاول زرع نفس الشيء في أطفالي، مؤكدةً أن الدرجات التي يحصلون عليها هي درجاتهم هم، والنجاح نجاحهم، صحيح أنني سأحزن إن كانت درجاتهم دون مستوى توقعاتي، لكن الأمر سينعكس عليهم هم في النهاية، مبدأي في تعليم أبنائي هو: اطلب مساعدتي لكن لا تعتمد عليّ كليًّا.
من حيث مستوى التعليم فإن أبنائي يدرسون في مدارس خاصة.
بصراحة، لست راضية عن مستوى التعليم في مدرسة ابني، لكن مدرسة ابنتي ممتازة.
أُفضِّل أن يكون تعليمهم مرتبطًا بنمط الخروج من المنزل والتوجه إلى المدرسة، وهو شيء إيجابي حتى بالنسبة لعملي.
ليست الأفضل، إنما هي الفترة التي أكون فيها منتجة من الناحية العملية لمهامي الوظيفية.
نعم صحيح، لكنني وجدت حلًّا يتمثل في إنهائي لعملي الأساسي الذي يحتاج إلى الحاسوب ويتطلب 5 ساعات يوميًّا تقريبًا، ومن ثم أضع الهاتف في جيبي مع لجوئي إلى ساعة ذكية تصلني فيها التنبيهات أولًا بأول؛ وبالتالي لا أحتاج إلى التحقق من الهاتف طوال الوقت، يكفي أن أتحقق من التنبيهات التي تردني على الساعة الذكية لأقرر ما إذا كان الأمر يحتاج إلى استخدام الهاتف أم لا؛ وهكذا لا أحتاج لإبقاء الهاتف في يدي طوال الوقت.
حاولت أخذ إجازة فيما مضى لكن الشعور لم يكن إيجابيًّا، حيث أنني أخذت إجازة قبل سنتين وسافرت، وكان من المفترض أن تدوم الإجازة لأسبوعين، وكنت قد عملت على تجهيز المحتوى وجدولته ليتم نشره تلقائيًّا في الوقت المحدد له، ومن حيث مهمة خدمة العملاء فقد طلبت من إحدى زميلاتي أن تتكفل بالرد على استفسارات العملاء في غيابي ووافقت، إلا أنني أثناء السفر لاحظت أن الأسئلة لا تلقى إجابات سوى بعد مضيّ ساعة أو ساعة ونصف تقريبًا، فاعتراني القلق وبدأت أجيب عن الأسئلة، لذا لا أعتقد أني حظيت بإجازة فعليًا.
لا مانع لديّ، حتى عندما احتجت لإجازة مرَضية من أجل الولادة لم آخذ إجازة سوى أسبوع واحد فقط.
نعم، كون عملي لا يتطلّب الخروج من المنزل.
نعم، لكن كما ذكرت لك يمكنني أن أحمل طفلي بيدي وأعمل بيدي الأخرى بشكل عادي.
أعتقد أنهما يكمّلان بعضهما البعض، فلا توجد خدمة عملاء دون تسويق. إذا عملت على تسويق منتجك واشتراه الناس ثم قمت أنت بتجاهلهم أثناء طلبهم لمساعدتك في شيء يتعلق بالمنتج، فلن يشتروا منك مرة أخرى.
أول نصيحة هي أن تبحث وتقرأ عن حلمك، وتوسّع آفاقك، لا تتوقف أبدًا عن التساؤل، وأطلق العنان لفضولك، فكلما كان الإنسان فضوليًّا حول أمر ما، فسوف يتعلمه بشكل أفضل. ثانيًا، بما أنك لن تتوقف عن التعلُّم، فمهاراتك لن تتوقف عن التحسُّن أبدًا، سوف تستمر بالتطور، وإن كانت مهاراتك تتطور، فسيكون بإمكانك إيجاد وظيفة. ثالثًا، لا يأخذك الكِبَر أمام الفرص الصغيرة، قد تعمل لشهر أو شهرين بالمجان، أو براتب 500 أو 600 ريال في البداية، مثل هذه الفرص البسيطة قد تفتح لك مجالات أكبر، فأنا لم أكن أتخيل أبدًا أن راتبي الذي كان يبلغ 700 ريال سيتحول إلى الراتب الذي أتقاضاه حاليًّا، حتى أن ذلك الراتب البسيط كان يفترض أن أدفعه أنا لقاء تعليمي لا أن أتقاضاه مقابل تعلُّمي للأساسيات التي تُعدّ قاعدة صلبة لكل ما أقوم به الآن؛ لذا عليك ألّا تتكبر على الفرص الصغيرة. كما أشدّد على ضرورة البدء بالبحث عن عمل، لا تضع يدك على خدِّك وتنتظر الوظيفة لتأتيك على طبق من ذهب، عليك أن تقوم بأي شيء تستطيع القيام به، إذا كنت تسعى للحصول على وظيفة على الإنترنت، حاول أن تخلق هويّة وحضورًا على الإنترنت. نفس الشيء ينطبق على من يرغب في الحصول على وظيفة بمقر العمل، كن موجودًا وحاضرًا وأبْرِز اسمك، ولا تحزن أو تيأس أبدًا إن رُفضت، فهذا شيء عادي.
شكرًا لك.